أنا وجدي وأفتخر بذلك!...
Read Moreتأسيس عريق لمدينة عريقة
تُنسب عادةً نشأة مدينة وجدة إلى زيري بن عطية، زعيم قبيلة مغراوة، سنة 994 ميلادية (384 هـ)، حيث جعل منها عاصمةً لدولته ومقرًا لسلالة الزناتيين لمدة ثمانين سنة. ومع ذلك، تشير بعض المصادر إلى أن وجدة كانت قائمة حتى قبل هذا التاريخ.
مرت المدينة بتعاقب سلالات حاكمة، من المرابطين إلى الموحدين الذين عززوا تحصيناتها سنة 1206، ثم قام السلطان المريني أبو يوسف سنة 1298 بإعادة بناء المدينة بالكامل بعد أن دمرها والده أبو يعقوب سنة 1272. فأنشأ سورًا جديدًا، وقصبة، وقصرًا، ومسجدًا، وحمامات. لاحقًا، تناوب السعديون والعلويون على السيطرة عليها، إلى أن قام السلطان مولاي إسماعيل سنة 1673 بتنظيمها مجددًا. وفي سنة 1692، خضعت لفترة وجيزة للأتراك قبل أن تعود إلى الحكم المغربي الشريف حتى الاحتلال الفرنسي سنة 1907
نقطة التقاء بين الغزو والتحديث
نظرًا لقربها من الحدود الجزائرية، كانت وجدة أول مدينة تتعرض للهجمات الفرنسية في سنوات 1844، 1859 و1907. إلا أن المفارقة تكمن في كونها أول مدينة مغربية شهدت إدخال المرافق الحديثة: محطة القطار، بنك الدولة، كنيسة، مدرسة حديثة، محكمة ومركز هاتفي. وقد استفاد سكان وجدة من هذا التطور في مجالات التعليم والصحة والتخطيط العمراني.
وجدة: مركز تجاري نشط
ابتداءً من سنة 1907، أدى استقرار الأوروبيين إلى ازدهار الأنشطة التجارية: بيع الأجهزة المنزلية، البنوك، محلات المجوهرات، العيادات الطبية، الصيدليات، استوديوهات التصوير، السينما، المتاجر، ومتاجر العطارة. وتوزعت هذه الأنشطة على ثلاث فئات:
بفضل موقعها بين تلمسان وفاس، كانت وجدة مركزًا تجاريًا رئيسيًا، تجذب القبائل المجاورة يوميًا إلى أسواقها النشيطة، ويعمل بها تجار مسلمون ويهود جنبًا إلى جنب.
مدينة التعايش والتسامح
تجسد وجدة رمزًا للتعايش الديني الفريد. في المدينة القديمة، عاش المسلمون واليهود جنبًا إلى جنب. كما مارس اليهود والمسيحيون والمسلمون شعائرهم في معابدهم الخاصة: الكنيسة، الكنيس، والمسجد. وكانوا جميعًا يزورون بانتظام ضريح سيدي يحيى بن يونس، الذي يمثل رمزًا للتسامح الديني.
يقع الضريح على بعد ستة كيلومترات جنوب المدينة، وكان مكانًا للراحة والروحانية. تقصده مختلف الديانات خصوصًا أيام الخميس والجمعة. تُنسب للولي كرامات عديدة منها شفاء المرضى وتحقيق الرجاء. حتى فريق المولودية كان يزوره قبل مبارياته خلال السبعينيات.
هوية مغربية-جزائرية متجذرة
الثقافة الوجدية مزيج غني من التراثين المغربي والجزائري، ويظهر ذلك في لباس العرائس، الأطباق التقليدية، الرقصات (ياعلاوي)، الموسيقى (غرناطي، أندلسي، الراي)، الحرف التقليدية والنسيج. حتى اللهجة المحلية تأثرت بالفرنسية والتركية والإسبانية. كما انتشرت الزيجات المختلطة حتى عام 1962.
مدينة زارها كبار الشخصيات
منذ أواخر القرن التاسع عشر، زار وجدة العديد من الشخصيات البارزة:
كما أقام فيها فنانون ومثقفون: بوليت دوبوست (1936–1944)، ناتالي ديلون (ولدت في وجدة 1941)، شارل أزنافور، ألان بومبار، رولان باسكوف (جغرافي)، كريستيان نوتشي (وزير فرنسي سابق)، موريس ليفي (رئيس شركة بابليسي)، فرانز فانون، ونيلسون مانديلا.
وجدة اليوم تمثل الذاكرة الحية للجهة الشرقية. تراثها المادي واللامادي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية ويستحق الحماية. مدينة تقع على مفترق الحضارات وتُجسد بحق مقولة فرناند بروديل:
“الحضارات تُبنى على الحدود.”
كن اول من يتوصل بتحديثاتنا المستقبلية! اشترك اليوم!
©2025. جميع الحقوق محفوظة Yac Shop | طورعن AGENCE WEB AGADIR
©2025. جميع الحقوق محفوظة Yac Shop | طورعن Agence Web Agadir
Nous excellons a vous fournir le meilleur service.
Votre code exclusif est pret ! Copiez-le maintenant !
واتساب
Social Chat is free, download and try it now here!
Nous excellons a vous fournir le meilleur service.
Votre code exclusif est pret ! Copiez-le maintenant !
واتساب
Social Chat is free, download and try it now here!