هل زيت الزيتون المغربي...
Read Moreمنذ قرون عدة، يحتفل المغاربة بذكرى المولد النبوي الشريف، ويمنحون هذه المناسبة الدينية رمزية خاصة في نفوسهم حتى أصبحت واحدة من أهم اﻻحتفاﻻت السنوية في المغرب. هذا اليوم المبارك يُعد فرصة لتمجيد النبي محمد )صلى ﷲ عليه وسلم( وتذكر فضائله وحكمته، وهو أيضًا مناسبة لتأكيد عمق الروابط الروحانية التي تجمع المغاربة بالرسالة المحمدية.
يحتفل المسلمون في كل أنحاء العالم بذكرى المولد النبوي، ولكن في المغرب، يأخذ اﻻحتفال طابعًا خاصًا حيث تتجلى فيه تقاليد عريقة تعكس التاريخ الديني والثقافي الغني للبﻼد. تُعطل الدولة اﻹدارات والمؤسسات ليومين، ليتمكن الجميع من المشاركة في هذه المناسبة العظيمة، مما يمنحها طابعًا مشابهًا لعيدي الفطر واﻷضحى من حيث اﻷهمية.
تعود أولى اﻻحتفاﻻت بذكرى المولد النبوي في المغرب إلى سنة1250ميﻼدية، في عهد الخليفة الموحدي المرتضى، حين أقام ليلة احتفالية في مدينة مراكش. وسرعان ما أصبحت هذه العادة جزءًا ﻻ يتجزأ من التقاليد المغربية، حيث تنتشر اﻻحتفاﻻت في جميع المدن والقرى، من خﻼل إقامة الليالي الدينية المخصصة لتﻼوة القرآن الكريم والقصائد التي تمدح النبي، مثل قصيدة البردة الشهيرة التي ألفها اﻹمام البوصيري.
كما يرتبط المولد النبوي بتقاليد عثمانية قديمة انتقلت إلى المغرب، مثل “موكب الشموع” الذي ينطلق من ضريح سيدي عبد ﷲ بن حسون في مدينة سﻼ. وقد استلهم السلطان أحمد المنصور الذهبي هذا التقليد من مدينة إسطنبول العثمانية، وهو اليوم مهرجان يجوب شوارع المدينة، يرافقه ترديد اﻷناشيد الدينية واﻻحتفاﻻت الشعبية.
ومع حلول شهر ربيع اﻷول من كل عام، يبدأ المغاربة في اﻻستعداد لﻼحتفال بذكرى مولد خير اﻷنام. تمتاز هذه اﻻحتفاﻻت بأجواء مليئة بالفرح والتقوى، حيث تُزين المساجد والزوايا باﻷضواء وتتعالى اﻷناشيد الدينية في الشوارع والبيوت. هذه المناسبة هي فرصة ﻹعادة النظر في سيرة النبي وتطبيق تعاليمه في الحياة اليومية، كما أنها مناسبة للتقرب من ﷲ عبر الدعاء والصﻼة
في مدينة فجيج الواقعة في شرق المغرب، تحظى ذكرى المولد النبوي بأهمية خاصة، وتتميز بطقوس احتفالية عريقة تمتد عبر اﻷجيال. تسبق هذه اﻻحتفاﻻت التحضيرات المنزلية حيث تقوم اﻷسر بتنظيف بيوتها وتبخيرها بالبخور الفاخر المصنوع من أفضل أنواع العود. يُعد البخور رمزًا للنقاء والروحانية، حيث يُستخدم لتعطير المنازل والمساجد، مما يخلق أجواء ً من السكينة والسﻼم الداخلي.
في صباح يوم المولد النبوي، يستيقظ سكان فجيج قبل الفجر ﻷداء صﻼة الفجر، ثم يتجمعون لترديد المدائح والذكر الجماعي في المساجد والزوايا. تُعد قصيدتا البردة والهمزية من اﻹمام البوصيري من أكثر القصائد ترديدًا خﻼل هذه المناسبة، حيث يرددها الصغار والكبار حبًا وتعظيمًا للنبي الكريم. تُلبس المﻼبس التقليدية الجديدة خﻼل هذا اليوم، حيث يحرص اﻷهالي على ارتداء أجمل ما لديهم، وخاصة اﻷطفال الذين يتم تحضير مﻼبس جديدة لهم خصيصًا لهذا اليوم.
كما أن اﻷطباق التقليدية تحظى بأهمية كبيرة في احتفاﻻت فجيج. من بين اﻷطعمة التي يتم تحضيرها، نجد “العصيدة” وهي وجبة مغربية تقليدية يتم تناولها في مناسبات خاصة مثل المولد النبوي. إلى جانب العصيدة، تُقدم الحلويات الشعبية التي تعتمد بشكل كبير على العسل، والذي يُعتبر رمزًا للطهارة والحﻼوة الروحية.
تتخلل اﻻحتفاﻻت في فجيج زيارات إلى الزوايا، حيث يتجمع الناس لترديد اﻷدعية واﻻبتهاﻻت. ويُعتقد أن هذه الزيارات تحمل في طياتها بركات وتجلب الخير والبركة للزائرين. كما أن إشعال البخور في المنازل والمساجد يُعد من التقاليد اﻷساسية خﻼل هذه اﻻحتفاﻻت، حيث تعبق اﻷجواء برائحة العود التي تضفي روحانية وجماﻻ ً خاصًا على المناسبة
باقة باب مولاي إدريس: كنز فاخر لتجربة عطرية وروحية...
باقة شعبية من باب مولاي إدريس: الأصالة والأناقة لاحتفالاتك!...
كن اول من يتوصل بتحديثاتنا المستقبلية! اشترك اليوم!
©2024. جميع الحقوق محفوظة Yac Shop | طورعن AGENCE WEB AGADIR
©2024. جميع الحقوق محفوظة Yac Shop | طورعن Agence Web Agadir
واتساب
واتساب